0

فتاوى

الرئيسية / شروط التوبة
شروط التوبة
السؤال :
ما هي التوبة وما هي شروطها؟
الإجابة
لا شك أن إدراك شهر رمضان يعتبر من أجل النعم وأعظمها حيث أن هذا الشهر هو سبب من أعظم أسباب المغفرة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أنه إذا جاء رمضان وغلقت أبواب النيران وفتحت أبواب الجنان وصفدت مردة الشياطين وذلك ؛ لكثرة الأعمال الصالحة التي شرعها الله عز وجل لعباده  ولكثرة ما يتنزل من رحمة الله عز وجل ومغفرته على عباده ، فشهر رمضان هو شهر يجدد الإنسان فيها نفسه ونشاطه وهمته ورغبته في الدار الآخرة وفي الأعمال الصالحة؛ ولذلك يكثر شوق الناس إلى رمضان ويكثر رغبة المتعبدين فيه أكثر من غيره في العبادة ، في الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن وأفعال الخير المتنوعة ومن أعظم الأعمال وأجلّها والتي يحتاجها المرء في رمضان وفي غيره ولكنها في رمضان وأكد هذه العبادة الجليلة التي يحبها الله جل وعلا ، وهي عبادة التوبة والتوبة من الذنب و الإنسان يتوب من الذنوب جميعها صغيرها وكبيرها سواء كانت كبائر، وهي واجبة وسواء كانت صغائر وسواء كان علمها الإنسان أو جهلها ولذلك ليس هناك شخص معصوماً من الذنوب بل كل ابن آدم كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، فالله جل وعلا قد كتب على عباده أنهم يذنبون وإن كانت تختلف وتتنوع أنواع الذنوب ، فمنهم من يقع في الذنوب الكبائر ومنهم من يقع في الصغائر ولكن لله عز وجل لما كتب هذا الذنب كتب الله عز وجل ما يزيل هذا الذنب يكفره، فشرع الله عز وجل موراً كثيرة يعني مثلاً :رمضان بحد ذاته مكفر للذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" ورمضان إلى رمضان" أي مكفر للذنوب صلاة ورمضان لرمضان و جمعة لجمعة مكفرات الذنوب ، ما لم إذا اجتنبت الكبائر ويقول النبي
صلى الله عليه وسلم:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه "، من قام رمضان غُفر له ما تقدم من ذنبه قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه" ، فأسباب المغفرة  الحاجة الإنسان إلى المغفرة للاستغفار من الذنوب كبيرة جداً وذلك لكثرة الذنوب التي يقع فيها الإنسان  والذنوب ، كثير من الناس لا ينظرون إلا إلى ذنوب الجوارح يعني بمعنى ذنوب الجوارح يعني اليد والعين والبطن وغيرها، ولا ينظرون إلى ذنوب القلوب، وكثير من الناس يغفلون عنها ،القلوب فيها ذنوب أعظم من ذنوب الجوارح مثل الحسد والحقد و الضغينة والبغضاء ومعاداة أولياء الله ، قد تصل ذنوب الجوارح ، ذنوب القلوب أشد ؛ لأنه الإنسان صار فيه قسوة في قلبه أصلاً ، صار بعد ذلك صار فيه حسد وحقد ربما جره بعد ذلك الوقوع في ذنوب ، يترتب عليها ذنوب أكثر ولذلك عبادات القلبية عظيمة جداً ، كذلك الذنوب القلبية ليست قليلة وليست حقيرة بل كبر الذي يجتمع عليه الإنسان  يكون في القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:" الكبر بطل الحق وغبط الناس ورد الحق". ، بطل الحق وغبط الناس يعني رده ، فإذاً هناك ذنوب ربما بعض الناس يعني لو لم يذنب لوقع في ذنب أعظم وهو الكبر و العجب في النفس ، ذنوب ينبغي أن يتنبه إليها الإنسان ، هو أيضاً يعني قبل ذلك ، نقول أن التوبة إذاً لا يقل الإنسان لا يرد علي ذنب هذا بحد ذاته ذنب ، لا أذنب أي هذا ذنب أو لا ذنب لي هذا عجب وهذا لا يجوز له أن يقوله كيف لا يقع من ذنب؟ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل ابن آدم خطاء ، فليس صحيح أنَّ هذا القول وهذا الزعم، وهناك من الذنوب ما يجهلها الإنسان يعني قد يكون الإنسان يتعامل بمعاملات ربوية ولا يدري أنها ربا وهي من كبائر الذنوب ، قد لا يؤاخذ  من وجه يعني إذا عذر بالجهل ، لا يؤاخذ وإذا كان ناتج عن تقصيره يؤاخذ يعني ممكن أن يسأل ولم يسأل، فهذه كمثال فإذا الإنسان بحاجة إلى أن يتوب إلى الله جل وعلا بل أن النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم صلى الله عليه وسلم في التبليغ للرسالة كان يكثر الاستغفار ويقول أستغفر الله وأتوب إليه في المجلس الواحد يستغفر مئة مرة فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الاستغفار في المجلس الواحد يحسب له مئة ولما قال الله عز وجل في ختام حياته صلى الله عليه وسلم إخبارًا وأذانًا بنهاية حياته صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه سورة وجيزة عظيمة إذا جاء نصر الله الفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره ، فأمره الله عز وجل بالاستغفار إنه كان توابًا ، فينبغي الإنسان أن يعلم أن الاستغفار والتوبة هو بحاجة ماسة إليها وعظيمة هذه الحاجة ماسة وذلك يقع بسبب أن الإنسان تأتيه الغفلة ويأتيه النفس كثير من الناس ، يظنون أن الذنوب سبب الشيطان فقط لا الحقيقة أن أول سبب فيها النفس البشرية ، النفس الأمّارة بالسوء ، نعم الشيطان يوسوس الإنسان في نفسه ويقع في نفسه ويدله إلى فعل المعاصي وهو سبب صحيح ، من أعظم أسباب الوقوع في المعصية لكن أيضاً النفس البشرية " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى  فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " ،  [سورة النازعات:40-41] ، فالإنسان أيضاً ينبغي أن يجاهد نفسه حتى لا يقع في المعاصي والذنوب كذلك ، أما بالنسبة لشرائط التوبة كما ذكرت ما هي؟ إذا أراد الإنسان أن يتوب ينبغي له أن يعلم أن هناك شرائط لها وهي توبة نصوحة أي لا بد أن تكون التوبة أول عن صدق والصدق مبناه على الإخلاص ، يعني أن يقصد بذلك وجه الله جل وعلا ، هو لا يتوب ، لا يقلع عن الذنب ، يعني ربما تجد بعض الناس يقلع عن الذنب ؛ لأن الناس تلومه ، لأن المجتمع لا يقبل ذلك ، لأنه يرى الناس يعني يلاحظ أن الناس تقول عليه إنسان فيه خير لا هو لا ينظر إلى هذه النظرة ، ينبغي أن تكون التوبة لله جل وعلا صادقة خالصة ، لماذا يتوب من الذنب؟ لأنه يخشى عاقبته ، يخشى عقوبة الله جل وعلا عليه في الآخرة ، أن يؤاخذ بهذا الذنب فالخشية من الله عز وجل هي التي تقود الإنسان إلى أن يتوب الله توبة نصوحة صادقة ، الأمر الثاني هو أن يندم على هذا الذنب الذي ارتكبه، الأمر الثالث هو أن يقلع عن هذا الذنب ، يقلع عنه بمعنى يكف عنه أولاً الندم ، الأمر الثاني يقلع عنه يعني لا يفعله طبعاً ، ليس معنى ذلك لو وقع الإنسان في ذنب لا خلاص ما في له توبة ، لا قد يقع الإنسان في الذنب ويقلع عنه مرة ثانية ويعود إليه ، ينبغي له وكل توبة تجب ما قبلها وقوعه في ذنبٍ آخر هذا يحتاج إلى استغفار، ولو عاد للذنب مراراً ينبغي له أن يفعل ذلك أيضاً ، الأمر الثالث هو العزم على عدم العود ، يعني يعزم على أنه ما يعود لذلك في أمر آخر وهو إذا كان الذنب في حق العباد ، في حق العباد أن الذنوب قد تكون في حق الله جل وعلا من تقصير الإنسان في أوامر الله أو الوقوع في نواه الله جل وعلا ، أي فيما نهى الله عنه وقد تكون في ما بين العباد من مظالم ، إما كان يظلم الإنسان في نفسه أو عرضه أو ماله يأخذ ماله ونحو ذلك ، فهذا الواجب عليه أن يتحلل منه ، أن يرد المظالم إلى أهلها وأن يستعفي من الناس الذين وقع فيهم بمعنى يطلب أنهم يحللوه من ذلك ، يعني يسامحه ويغفر له إذا كان خشي أن تكون هناك يعني مشكلة إذا أنه اعترف بذنبه وأنه فعل هذا الشخص أو تكلم عليه أو أنه أخذ ما له ونحوه ، فيحتال في إرجاع الحق له نعم يعني ولو حتى على سبيل الهدية وغيرها وكذلك إذا عجز أن يعتذر له وأن يؤدي إلى فساد العلاقة بينهم ، كان يكون اغتابه أو نمى عليه وغيره فبإمكانه أن  يجعل ذلك من باب الثناء عليه وذكره بخير وكذلك يستغفر، فهذه أمر آخر يعني ؛ لأن يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "يوم القيامة لا درهم فيها ولا دينار".
يعني  ينبغي الإنسان يتحلل من أخيه المسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن المؤاخذة يوم القيامة بالحسنات والسيئات.
2021-12-15 13:43:07
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63760

التعامل مع صديقي الكاثوليكي واستضافته في منزلي

/ فتاوى الدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أحمد بن حسن سودان المعلم
61026

النصيحة للأهل والجيران والزملاء

/ فتاوى الدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
67217

أسباب الوقوع في المعصية

/ فتاوى الدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

علي بن محمد بارويس
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
64611

الإغتسال بدون تطبيق السنة

فتاوى العبادات / فتاوى الطهارة

علي بن محمد بارويس
67272

الخطأ في قراءة القرآن

فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى علوم القرآن

علي بن محمد بارويس
65742

قروض البنوك

فتاوى المعاملات المالية / فتاوى الربا

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع