قراءة الطالبة القرآن على مدرس رجل
السؤال :
ما حكم قراءة الطالبة على المدرس الرجل وهو يستمع إليها في قراءة القرآن أو غيره؟ وهل صوت المرأة عورة؟
الإجابة
كان النساء في عهد رسول الله r يطلبن العلم في مجالسه العامة في المسجد مثل خطب الجمعة وغيرها من الاجتماعات، ثم أرسلن إليه أن يجعل لهن يوماً يأتيهن فيه فيعلمهن ففعل، وهذه الحقائق مشهورة ثابتة، وهي تدل على جواز أخذ النساء العلم عن الرجال، وما أظن أن هناك مخالفاً في هذا من العلماء المعتمدين.
وأما أن تقرأ الطالبة القرآن أو غيره من كتب العلم على الرجل رافعة صوتها بذلك، فهذا لم أستحضر فيه شيئاً الآن، غير أن للضرورة أحكامها، فحينما لا يوجد مدرسات يدرسن النساء ويحاورنهن ويسمعن منهن ما يصححن به قراءتهن، هنا لا بأس بأن يقوم بذلك الرجال؛ حتى يتأهل من يقوم بذلك إن شاء الله.
وأما صوت المرأة فما يقال من أنه عورة فإنما ذلك مبني على حديث ضعيف، وواقع معاملة الصحابة رجالاً ونساءً يخالف ذلك، حيث كان بعضهم يخاطب بعضاً في أغراض مختلفة منها نقاشات علمية أو فتاوى أو نحو ذلك، والله سبحانه إنما أمرها أن لا تخضع بالقول كما في قوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب، فإذا كان صوت المرأة على طبيعته وسجيته دون تليين أو خضوع فلا حرج، وهكذا عند قراءة القرآن تحرص على إتقان النطق وتحقيق الأحكام، وليس على الخضوع بالقول، وكل ذلك إلى أن يتيسر من تقوم بذلك من النساء، والله الموفق.
2021-10-10 08:18:04