0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ فضائل الليالي العشر من رمضان
فضائل الليالي العشر من رمضان
السؤال :
اذكر لنا بعض فضائل الليالي العشر الاواخر من رمضان. 
الإجابة
هذه الليالي الفاضلة العظيمة الأجر، وهي أجّل أيام رمضان، و أجّل لياليه لشرف هذه الليالي وعظم أجرها وما يترتب عليها من خير عظيم عند الله عز وجل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها بالعمل الصالح ما لا يجتهد في غيرها فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها" رواه مسلم وعنها أيضاً رضي الله تعالى عنها قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل و أيقظ أهله، وجد وشد المئزر" ففي هذا الحديث وغيره إشارة إلى استحباب الزيادة في العبادات والطاعات في العشر الأواخر من رمضان، وهذه العشر هي عشر مباركة ينبغي للإنسان ْ يحرص على العبادة فيها، و أن يجتهد كما اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم فيها فإنه كما مر معنا في الحديث السابق إذا دخل النبي دخل العشر أحيا الليل ومعنى أحيا الليل أي قام الليل كله ولم ينم أمضى الليل كله في عبادة وذكر وقراءة للقرآن وقيام، واجتهد في ذلك ما لا يجتهد في غيره، ولذلك قالت عائشة رضي الله تعالى عنها و أيقظ أهله، أيقظ أهله بمعنى أنه أمرهم بالاستيقاظ استعدادًا للعبادة والصلاة، و التشبيب فيها قالت  أي بمعنى اجتهد أكثر، وقد كان صلى الله عليه وسلم كثير العبادة، وكثير الذكر، وكثير القراءة، وكثير اللجوء إلى الله جل وعلا، لكنه كان في هذه العشر أكثر، ولذلك قالت وشد المئزر، وشد المئزر لها معنيان عند أهل العلم: فمنهم من قال بمعنى جد، وشد المئزر أي بمعنى أنه شمر أكثر في العبادة من سائر العام، والمعنى الآخر وهو معنى صحيح أيضاً أي بمعنى أنه اجتنب النساء و أقبل على العباد وتفرغ لها، وهذه العشرة أيها الإخوة العشر المباركة فيها لفضلها وعظمها فيها ليلة القدر التي الله عز وجل نبه إليها بقوله " إنا أنزلناه في لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وما أدراك مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائكة وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سلام هِىَ حتى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)  "[ سورة القدر : 1 إلى 5 ] فليلة القدر ليلة عظيمة وقد ذكر أهل العلم التسمية بتسميتها بليلة القدر لها معنيان: المعنى الأول أنها الليلة الشريفة العظيم؛ أي ذات القدر العظيم والشرف العظيم والمنزلة العظيمة عند الله عز وجل وهي كذلك.
والمعنى الثاني: أنها يقدر الله عز وجل فيها ما يقدره الله عز وجل في خلقه لعام كامل أي ليلة تنزيل المقادير إلى السماء الدنيا فهذه الليلة كما قال الله جل وعلا "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عندنا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)  " [ سورة الدخان : 4 إلى 5 ] أي يفرق أي يفصل كل أمر حكيم أمر الله عز وجل به في خلقه، فهذه الليلة قد دبها الله عز وجل إلى عظمتها، و إلى شأنها، و إلى خطرها بقوله " وما أدراك مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)  "[ سورة القدر : 2 إلى 3 ] أي خيرٌ العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر أي ثلاث مئة ثلاثة ثمانون عاماً و أربعة أشهر، فهي ليلة عظيمة في زمن يسير والصحيح من قول أهل العلم أنَّ هذه الليلة أخفاها الله عز وجل، و أنها باقية إلى أن تقوم الساعة اخفاها أي في ليالي العشر، فليس لها ليلة معينة معروفة لحكمة أرادها الله عز وجل وهو أن العباد يجتهد في تحصيلها، أيها الإخوة لنضرب لكم مثلاً يعرفه كل الناس لو قيل لك إنك إذا اجتهدت في عشرة أيام في التجارة وفي أحد الأيام ستحصل على صفقة العمر وتنال مبالغ هائلة وكبيرة إذا اجتهدت في إحدى الليالي و اخفيت عنك، هل تراك يقر لك قرار في سائر العشر من الأيام أنْ تجتهد فيها كلها في التجارة لتحصيل العاجل، أيها الإخوة " كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخرة (21)  " [ سورة القيامة : 20 إلى 21 ] أجر الله اعظم وثوابه أعظم وما يناله المؤمن على عمله أعظم بكثير مما لو أُعطى الدنيا كلها لا تساوي شيئاً، فإن الدنيا لا تساوي شيئًا فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعمل الصالح ويعتبر الاعتكاف من خصائص العشر أو من سُنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الاعتكاف هو لزوم المسجد بقصد القربة والعبادة، لا شك مشروع في الكتاب والسُنة وبإجماع أهل العلم فمن ذلك قوله جل وعلا لسيدنا إبراهيم عليه السلام الخليل"أَن طَهِّرَا بيتي للطائفين والعاكفين وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " [ سورة البقرة : من آية 125 ] وقال جل وعلا "وَلَا تباشروهن وَأَنتُمْ عاكفون فِي المساجد "
[ سورة البقرة : من آية 187 ]،وقد ورد في فضل في الاعتكاف وسُنيته أحاديث كثيرة ،منها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف العشرة الأواخر من رمضان وهذا الحديث في الصحيحين، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتي توفاه الله تعالى واعتكف أزواجه من بعده، وعمل الصحابة رضوان الله عليهم والسلف بهذه السُنة وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم سبب اعتكافه؛ فقد ثبت أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد عن اعتكف في العشر الأول، ثم اعتكف يلتبس ليلة القدر، ثم اعتكف في العشر الأوسط، ثم لما أراد الخروج أخبر صلى الله عليه وسلم أوحى إليه بأنه الليلة التي يلتمسها هي في العشر الأواخر، فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتكف بعد ذلك في العشر الأواخر يلتمسها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يسجد في ماء وطين أي في صبيحتها فرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين أنه يسجد في ماء وطين، فهذا دليل على  أنَّ ليلة القدر قد تكون في ليلة إحدى وعشرين وهذا في الصحيح وسبب الاعتكاف هو  أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلتمس ليلة القدر فإذاً الاعتكاف هنا لابد أن نفهم هل يختص بالعشر الأواخر، نعم هو أفضله وأكمله و هو الذي حرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس الاعتكاف يختص بالعشر الأواخر بل هو مشروع في سائر العام وفي أي وقت والصحيح من قول أهل العلم أنه لا حد لا قله يعني الإنسان أن يعتكف ولو ساعة كما ثبت عن بعض الصحابة أنه يدخل المسجد ليعتكف ساعة، والساعة مدة يسيرة من الزمن يعني ربما في الغالب أنها أقل من الساعة الزمنية التي هي معهودة اليوم بستين دقيقة أقل من ذلك يقع الإنسان ينوي الاعتكاف ولعلنا إن شاء الله نتحدث في هذه الحلقة عن "شروط الاعتكاف" حتى يعرف الإنسان شروط الاعتكاف وأحكامه وبعض أحكامه و شروطه و  وما يجوز فيه، لأنه يكثر سؤال الناس عن أحكامه أو عن بعض أحكامه فنقول أن من أهم شروطه بعد الإسلام، وما يجب أهلية العبادة أن يكون الاعتكاف في المسجد في مسجد لقوله جل وعلا "ولَا تباشروهن وَأَنتُمْ عاكفون فِي المساجد " [ سورة البقرة : من آية 187 ] فلذلك يشرع الاعتكاف في كل مسجد، و الأفضل أن يكون المسجد تقام فيه الجمعة يعني يقام فيه الجماعة والجمعة، فإن كان اعتكافه يتخلله صلاة جمعة، فينبغي أن يكون في مسجد جمعة، أما إذا كان لا يتخلله جمعة فلا بأس أن يكون في شاعر المشايخ والمرأة إذا أرادت أن تعتكف، تعتكف في أي مسجد لأنه لا جمعة عليها، لكن لو أن الإنسان اعتكف في مسجد جماعة لا مسجد جمعة، ثم بعد ذلك احتاج للخروج إلى صلاة الجمعة هل يبطل ذلك اعتكافه؟ لا يبطل على الصحيح لا يبطل اعتكاف لأن خروجه هنا مشروع، ولأنه خرج لأداء واجب شرعي عليه، وهنا سؤال يسأله كثير من الإخوة متى يدخل المعتكف إذا أراد اعتكاف العشر الأواخر؟ أو نقول ما حكم الاعتكاف؟ أولاً : ينبغي أن يعلم أنَّ حكم الاعتكاف أنه سُنة وليس بواجب، وهذا بإجماع أهل العلم أي السُنة بالإجماع، ولكن إلا إذا نذره بمعنى إذا نذر الاعتكاف يجب عليه، أما إذا لم ينذر الاعتكاف فلا ليس بواجب عليه.
2021-12-15 13:43:14
فتاوى : فتاوى الصوم   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63701

صيام المرأة إذا كان الدم مستمر عليها

فتاوى العبادات / فتاوى الصوم فتاوى الطهارة / فتاوى الحيض والنفاس والجنابة فتاوى مجتمع وأسرة / فتاوى العدة

أحمد بن حسن سودان المعلم
67432

أخطاء الصائمن

فتاوى العبادات / فتاوى الصوم

علي بن محمد بارويس
63720

استخدام الصائم للسواك

فتاوى العبادات / فتاوى الصوم

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
66398

تسمية الجمرات بالشيطان

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

علي بن محمد بارويس
67405

النصاب في الزكاة

فتاوى العبادات / فتاوى الزكاة

علي بن محمد بارويس
65702

تحديد وقت للصدقة وماحكم أضحية الميت

فتاوى الإيمان ونواقضه / فتاوى عقائد شعبية

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع