0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العقيدة/ حكم تجسيد دور الأنبياء في المسلسلات؟
حكم تجسيد دور الأنبياء في المسلسلات؟
السؤال :
في الآونة الأخيرة انتشرت المسلسلات الدينية التي تحكي قصص الأنبياء مثل نبي الله يوسف ويقوم بتجسيد دور النبي أحد ممثلي المسلسل، فهل مشاهدة ذلك المسلسل حرام أم لا؟ علماً بأن القصة نفس ما ذكرت في القران الكريم أفتوني جزاكم الله خيراً
الإجابة
من المعلوم بالضرورة فضل الأنبياء والرسل على سائر المؤمنين وأولياءه المقربين أيدهم الله تعالى بالمعجزات وعصمهم من الكبائر والمنكرات وجعل المساس بهم أعظم من المساس بأتباعهم وخلفائهم قال تعالى: (الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا) [الأحزاب: ٥7] فحكم الله سبحانه على من أذى الرسول صلى الله عليه وسلم باللعن في الدنيا والآخرة، وتوعده بالعذاب المهين وذلك لأن المؤذي للنبي صلى الله عليه وسلم مستهين ومستخف به، فكان العذاب المهين جزاء هذا العمل وهكذا الحكم في سائر الأنبياء والرسل لأن حرمتهم مثل حرمة نبينا صلوات الله عليهم أجمعين
ومن الأذى للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام تمثيلهم، لأن ذلك مناف لتعظيمهم وتوقيرهم قال الله سبحانه وتعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا) [الفتح: ٩] وإن كانت هذه الآية في نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فهي منطبقة على سائر الأنبياء، فإن تعظيمهم من تعظيم الله، وأول من قام بتمثيل الأنبياء من لا خلاق لهم من اليهود والنصارى، ولا غرابة في ذلك فقد أساؤوا الأدب مع الله تعالى فضلا عن أنبياء الله ورسله وإن كانت إساءات اليهود أكثر من إساءات النصارى ومؤخراً قام الروافض الخبثاء بنفس ما قام به أسلافهم اليهود من تمثيل الأنبياء والصحابة الكرام رضوان الله عليهم وهؤلاء الروافض إذا مثلوا أحدا من أئمتهم المزعومين فإنهم لا يظهرون صورته بل يجعلون رأسه نورا أما الأنبياء فيظهرون صورهم وهذا يدل على أنهم يجلون أئمتهم أكثر من إجلالهم لأنبياء الله تعالى ومن قبلهم حاولت بعض الشركات السينمائية أن تقوم بنفس الفعل وذلك حين أرادت إنتاج فيلم (محمد رسول الله) فتصدى لذلك مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة فأفتى بعدم جواز ذلك كما أفتى بعدم جواز ذلك أيضا هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وكذا المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي وأبانوا الحكم الشرعي في المسألة فأصدروا قراراً بتحريم هذا التمثيل وحرموا عرض ذلك الفيلم، وبينوا بعض المفاسد المترتبة على ذلك، كما صدر قرار من المنظمات العالمية الإسلامية استنكرت فيه إخراج هذا الفيلم.
فهذه فتاوى العلماء والمجامع الفقهية بتحريم تمثيل نبينا عليه الصلاة والسلام، ويندرج في ذلك تحريم تمثيل جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد نص العلماء في فتاواهم على تحريم تمثيل الصحابة، وزاد بعضهم قرابة الأنبياء والرسل، وعليه فيكون تمثيل الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم محرما ولا عبرة بأي فتوى تخالف ذلك
والعلة في هذا تحريم تمثيل نبينا صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أنه يشتمل على مفاسد كثيرة ومنها:
1ـ التنقص من جانب النبوة والاستخفاف بهم، من خلال إظهارهم بمظاهر لا تليق بهم من اختلاطهم بالنساء غير المحارم وسيرهم على عادات وتقاليد الكفار أحيانا كما عرض في مسلسل (يوسف الصديق) في قناة الكوثر الإيرانية.
2ـ أن التمثيل للأنبياء والرسل كذب عليهم في شخصياتهم وفي أفعالهم وغير ذلك، وذلك لأن الممثل يتقمص شخصية ذلك النبي الكريم، ويقوم بحركات قولية وفعلية مدعيا أنها حركات لذلك النبي وهذا كذب لأن الشخصية والحركات والأقوال والأفعال إنما هي للممثل، وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد نهى عن محاكاة أي شخص وعد ذلك من الذنوب العظيمة كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ذهبت أحكي امرأة أو رجلاً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: (ما أحب أني حكيت أحداً وأن لي كذا وكذا أعظم ذلك) رواه الإمام أحمد وغيره
فإذا كانت المحاكاة محرمة في حق الشخص العادي فكيف بشخصية النبي أو الرسول أو الصحابي .
3ـ المخالفة لحكمة الله في منع الشياطين من التمثل بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) متفق عليه والحكمة في منع الشياطين من التمثل بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام هي صيانة شخصيته عليه الصلاة والسلام من أن تكون محل عبث ولعب وغير ذلك فالممثل منتهك لهذه الحكمة
4ـ أنه يفتح لضعفاء الإيمان بابا للطعن في الأنبياء والسخرية منهم عند بعض المشاهدين منهم وبعضهم يتندر بهم على جهة الجد أو المزاح واللعب وكل هذا منذر بشر عظيم قال تعالى: ((ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) [ التوبة: ٦٥ – ٦6]
ومعلوم أن سبب نزول هذه الآية هو أن بعض المنافقين استهزأوا وتندروا بالصحابة الكرام فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكبر بطونا وأجبن عند اللقاء فكفرهم الله تعالى بهذه المقالة (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) فإذا كان التندر والاستنقاص في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كفر بالله فالأنبياء من باب أولى ولا شك أن الممثلين لا يخرج حالهم في حال التمثيل عن أن يكونوا ما بين الجاد واللاعب، وهكذا يقع بعض من يتابع تلك الأفلام أو تلك المسلسلات.
فعلى الأمة الإسلامية كافة أن تقوم بواجبها في الوقوف ضد من يتعرض للأنبياء بالإيذاء خصوصاً ما ينشر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة كلٌ حسب قدرته واستطاعته.
ومن جملة ما يتوجب على الأمة ألا تشاهد ولا تتابع ما يعرض لأن ذلك فيه إعانة للممثلين على هذا المنكر العظيم كما يجب التحذير من متابعة تلك القنوات التي تبث مثل هذه الأفلام والمسلسلات وخاصة القنوات الرافضية مثل الكوثر وغيرها والله الموفق
2021-09-26 06:17:44
فتاوى : فتاوى عقيدة-عام   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
56386

تصرف المالك في ملكه بما لا ينافي التوكل على الله

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
56371

من يدعي تسخير الجن والإخبار بالغيب

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
63465

القول على العلامة الألباني

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63455

تمني زوال النعمة لمن لا يحمد الله

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
62988

القياس الشرعي لبعض مخرجات الحوار اليمني

/ فتاوى مستجدات ونوازل

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
63136

الاستعانة في جمع مادة البحوث العلمية

/ فتاوى العلم

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
54829

الصلاة بالإيماء في شدة الخوف

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة الخوف

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
64443

عدم الموالاة فى القراءة فى الركعات

فتاوى الصلاة / فتاوى الصلاة-عام

علي بن محمد بارويس
55355

حكم الإسلام في التعصب القبلي

/ فتاوى آداب وأخلاق / فتاوى شئون وعادات

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع