0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة
الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة
السؤال :
ما هي الأعمال الصالحة التي يمكنني أن أقوم بها في عشر ذي الحجة؟
الإجابة
كذلك العمل الصالح جاء مُطلقاً غير محدد بنوع من الأعمال الصالحة، فكل ما يطلق عليه عمل صالح فهو يتضاعف أو يضاعف أجره ويكون خيراً عظيماً لصاحبه، وهذا الإطلاق والتعميم لله فيه حكمة عظيمة، وذلك أن الناس يتفاوتون وليس الكل يقدر على أن يعمل عملًا واحداً، فالناس يتفاوتون من حيث صحة الجسم وضعفه أو صحته ومرضه، فلو قيل القيام مثلاً قيام الليل هو أفضل هذه الأعمال لحازهُ جزء من الناس، وعجز عنه جزء آخر بسبب ضعفهم بسبب أعمالهم وتعبهم بسبب مرضهم قيام الليل يُناسب جزء من المسلمين قد لا يناسب غيرهم، ولو قال الصدقة كذلك لكان يناسب مجموعة ولا يناسب المجموعة الأخرى يُناسب الأغنياء، ولكن لا يناسب الفقراء وإن كان لا يقول الفقير والله أنا سدد على الأبواب في باب الصدقة، بل يستطيع أن يتصدق بما يقدر عليه وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول سبق درهم ألف درهم فكل يفعل كل ما يقدر عليه، لكن التنوع إن كان الإنسان مريض وعلى فراشه، ولا يستطيع أن يتحرك حتى لشيء عنده الذكر تسبيح، التهليل، التكبير، الاستغفار، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء، فضل الله واسع ومن حرم فهو محروم لا يقول الإنسان أنا والله ما وجدت مجال، بل المجال متاح للجميع، ومن هنا فالصيام مطلوب وهو من العمل الصالح سواء أخذ الكل بحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم التسع من رمضان أو تسع من ذي الحجة يصوم الإثنين والخميس، ويصوم عاشوراء هذا حديث حسّنه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، فإذا فعلاً أخذنا بتحسينه، و أصبح الحديث أصبحنا مقتنعين بصحه هذا الحديث، لم يبقى أي إشكال فالرسول قال: فإذا بقوله أو سن الصيام بقوله و فعله، و إذا لم يثبت هذا الحديث فحسبنا أنه من العمل الصالح، فلذلك ينبغي أن يكون من الأعمال الصالحة التي نتقرب بها إلى الله في هذه العشر الصيام، كذلك الصلاة، كذلك الصدقة، كذلك صلة الأرحام، و بر الوالدين، الأذكار بأنواعها، بل الأذكار من الأعمال الصالحة المنصوص عليها في هذه العشر مثلاً { لِّيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُوماتٍ على مَا رَزَقَهُم مِنۢ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [ سورة الحج : 28 ] فهنا نصّ على أنه مطلوب من المسلمين سواء قلنا أن هذا في الهدي أو قلنا أنه في الأضحية فهو مطلق كل واحد يستطيع أن يتناول الجميع، فذكر الله يعني منصوص عليه مع أن الذكر فاضل بذاته وفضائله لا تعد ولا تُحصى، إذاً هذا من الأشياء ومما يدل على ذلك ويؤكده أن الصحابة رضوان الله عليهم يهتمون بالذكر في هذه العشر وكان كما هو معلوم معلق في البخاري أن أبا هريرة، و أن عبد الله بن عمر كانا يخرجان إلى السوق فيُكّبران ويكّبر المسلمون بتكبير أهل السوق يكبرون بتكبيرهم، إذاً فهذا من الأشياء التي ينبغي أن يؤكد عليها، و أن لا تفوتنا وبالمناسبة ينبغي أن يرتفع شعار التكبير، وقد عده تقريبًا جمهور العلماء أن الذكر المطلق ذكر الله المطلق التكبير المطلق الذي لا يرتبط ولا يقيد بصلوات لا قبلها ولا بعدها ولا بشيء آخر يبدأ من دخول العشر وينبغي أن هذا يحيى بعد أن اندثر عند الناس، أمر مهم جدا وهو أن ندخل العشر بأمرين:
الأمر الأول: التوبة من الذنوب التوبة عمل صالح معلوم أن التوبة من الأعمال الصالحة الفاضلة التي يترتب عليها من الأجور ومن أبواب الخير ما لا يحصيه إلا الله فنتوب من الذنوب لماذا؟ لأن الذنوب تغشي القلب وتغطيه، كما في حديث حذيفة( تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عودًا، إلى أن قال فحتى تكون القلوب على قلبين أبيض مثل الصفاء) لا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض حصانة من الفتن بسبب الإعراض عن الذنوب والتحرز عنها لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه، فهذا القلب المنكوس هذا القلب المغشى ، لما تأتي المواسم الفاضلة مثل هذه العشر التي فيها تتنزل رحمات الله يتنزل القبول، تتنزل المغفرة، تتنزل الدرجات التي يوزعها الله عز وجل على عباده إذا كان هذا القلب منكوس كيف يستفيد منها؟ ما يستفيد منها مثل ما جئنا صبينا ماء كببنا هذا على وجهه ثم صببنا ما شئنا من ماء عليه، فهل سيمتلئ لا يمكن، فكذلك القلوب ينبغي أن ننظفها لتستفيد من الخيرات، والنفحات، والبركات والمواعظ، والذكر، و الأسرار التي ينزلها الله عز وجل فنتوب إلى الله، والرسول صلى الله عليه وسلم قال( أخبره أن العبد إذا أذنب نقطت في قلبه نقطة سوداء)، فإذا كان ثقل قلبه بماذا؟ تغسيل القلب بماذا؟ تنظيف القلب بماذا؟ بالتوبة إلى الله فينبغي أن نستقبل هذا بالتوبة لتكون قلوبنا قابلة للخير. الأمر الثاني: أن نزيل الحاجز الذي يحول بيننا وبين رفع الأعمال ومن الحالي طبعاً هو الشرك بالله عز وجل ونسأل الله أن نكون جميعاً من المسلمين من الموحدين، ألا يكون لدينا ولا في قلوبنا شرك لا صغير ولا كبير، ونوصي من يشعر من نفسه إما بنوع من الرياء، وهو شرك من الشرك الأصغر وهو خطير ومخوف، كما تخوف علينا منه الرسول صلى الله عليه وسلم أو أن عنده ميل للتعلق بغير الله آمل أن غير الله ينفعه أو يضره فيما لا ينفع ولا يضر فيه إلا الله، نتوب من هذا ونغسل قلوبنا ونزيله من نفوسنا، ثم صاحب الضغينة، صاحب الأحقاد، صاحب البغضاء والشحناء المتهاجرون هؤلاء لا تقبل أعمالهم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال تعرض على الله يوم الخميس أو يوم الإثنين والخميس كما في الرواية الأخرى ويغفر لأصحابها إلا المتخاصمين يقال اتركوا هؤلاء ارجئوا هؤلاء حتى يصطلحا، كيف يعني نرضى لأنفسنا من أجل طاعة الهوى ما الذي يحملنا على الخصومات، ما الذي يحملنا على الهجر، والقطيعة، والبغضاء، والأحقاد إنه الشيطان والهوى فمن تمرد على الشيطان وتمرد على الهوى لمصلحتنا، ونستفيد بعد ذلك من أمرين أمر أن الله يقبل منا ويزول الحاجز الذي بيننا وبين قبول الأعمال، و أمر آخر أن يسود في مجتمعنا الود و الإخاء والمحبة، وتزول عنا هذه الأمراض الخبيثة والخطيرة، إذاً هذان أمران مهمان جداً ينبغي أن ننتبه لهما في كل الأحوال، ولكن وبما أننا نأمل أن نكون ممن كسب عملًا صالحاً في هذه الأيام العشر، وقبل منه أن نطهر قلوبنا أولاً من الذنوب والمعاصي بالتوبة، ومن و الأحقاد والمهاجرات والمقاطعات بالصلح فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
2021-11-15 07:31:43
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
64565

الحج عن القاتل لنفسه

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

علي بن محمد بارويس
64595

منع الزوجة عن الحج

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

علي بن محمد بارويس
61878

أنواع الحج

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
64221

حج كبار السن والشباب سويا

فتاوى الحج والعمرة / فتاوى الحج والعمرة-عام

أحمد بن حسن سودان المعلم
63251

سنة الفجر أم فرضها

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة النفل

أحمد بن حسن سودان المعلم
63234

هل خروج الدم من الفم ينقض الوضوء؟

فتاوى الطهارة / فتاوى الوضوء

أحمد بن حسن سودان المعلم
60573

منع الجد أحد الأحفاد بسبب المرض

فتاوى المعاملات المالية / فتاوى الهبة

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
62144

طلاق الزوج الموسوس لزوجته ثلاث مرات

فتاوى الطلاق / الطلاق

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
62261

ما جاء في ليلة النصف من شعبان

فتاوى الصوم / فتاوى صيام التطوع

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
فتاوى من نفس الموضوع