0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى القرآن وعلومه/ اكتشاف مكان كهف أهل الكهف
اكتشاف مكان كهف أهل الكهف
السؤال :
س:من هم أصحاب الكهف الذي حكى القرآن الكريم قصتهم ؟ وكم عددهم ؟ وفي أي مكان ؟ هل كانوا في جزيرة العرب أو في غيرها؟ وما معنى قول الله تعالى حاكياً عنهم (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا
الإجابة
ج:معنى الآية : أن هؤلاء الفتية الذين ناموا في الكهف قالوا عند أن استيقظوا أرسلوا واحداً منكم بعملتكم الفضية إلى المدينه فلينظر أحسن طعام من الأطعمة الموجودة في المدينة التي تباع فيها ويكون ذلك على جهة الكتمان بحيث لا يظهر خبرنا لأحد .
وأما مكان الكهف فقد كان بعض المفسرين وبعض المؤلفين في قصص الأولين يقولون : بأن الكهف الذي رقد فيه الفتية المذكور قصتهم في سورة الكهف هو في جبل في قرية اسمها (أفسوس) في آسيا الصغرى في الأرض التي تسمى بالأناضول والتي كانت تسمى من قبل ببلاد الروم وصارت الآن تسمى بتركيا ولكن الأدلة قد دلت أخيراً على أن هذا الكهف الذي في (أفسوس) لا ينطبق على ما جاء في القرآن الكريم . والظاهر عندي أن هذا الكهف هو الكهف الذي عثر عليه الأستاذ/ محمد تيسير ضبيان أحد علماء الأردن في هذا العصر في الجبل الذي كان يسمى بالرجيم وأصبح اسمه الآن الرقيم ، والذي يبعد عن مدينة عمان عاصمة الدولة الأردنية بحوالي ثمانية كيلومترات والدليل على أن هذا الأخير هو الكهف المذكور في القرآن أن مفتح بابه إلى الجنوب بحيث أن الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، وهم في فجوة منه أي في متسع من الكهف أي في بقعة واسعة في وسط الكهف حيث ينالهم روح الهواء فلا يؤذيهم يرد الغار ولا حر الشمس لأن ما جاء في هذه الآية وما جاء في أقوال المفسرين لها ينطبق كل الانطباق على هذا الكهف الذي في جبل الرجيم والذي أصبح اسمه الآن "الرقيم" خارج مدينة عمان فإنه يتجه إلى الناحية الجنوبية والشمس تطل عليه حين تشرق وتبعث بأشعتها إلى مدخل بابه ولكنها لا تنفذ إلى داخله حيث توجد الفجوة التي كانوا يقيمون فيها ويستمر الوضع كذلك حتى وقت غروبها وهذا ما جاء في الآية الكريمة وفي تفسير ابن جرير الطبري والقرطبي وابن كثير والشوكاني وغيرهم. ومن الأدلة على ما استظهرته أن الأستاذ ضبيان قد عثر على المسجد الذي ورد ذكره في هذه السورة وذلك فوق الكهف حيث ظهر سبعة أعمده أثريه قديمه تحت الأنقاظ التي أزيلت أخيراً من فوق هذا الكهف وربما كانت الأعمدة سبعة رمزاً لعدد هؤلاء الفتيان وكذلك الفترة التي أخلدوا فيها إلى النوم وهي ثلاثمائة سنة شمسية أو ثلاثمائة سنة وتسع سنين قمرية قد أيدتها الاكتشافات الأثرية الأخيرة ، وكذلك الفجوة الواردة في القرآن قد وجدت فعلاً في داخل هذا الكهف وهي ممتدة إلى أعلى الكهف بواسطة نفق في هذا الكهف ومن الأدلة على ذلك أيضا ما روي عن بعض الصحابة والقادة والكتاب ممن ذكرهم العلامة ضبيان المكتشف لهذا الكهف وذلك قصة الصحابي سعيد بن عامر التي ذكرها الواقدي في فتوح الشام وزيارة الأمير أسامة بن منقذ وغيرها من القصص الدالة على أن السلف قد قالوا عن هذا الكهف بأنه الكهف المذكور في القرآن وقد أيدتها وعززتها الحفريات التي أجرتها دار الآثار العامة في ذلك الموقع والتي كشفت عن القبور السبعة للفتيان السبعة والقبر الصغير الذي قبر فيه الكلب، وعن المسجد المذكور في القرآن والفجوة وطراز البناء والنقوش والكتابات والزخرفة والنقود البيزنطية التي عثر عيها حال الحفر وكلها تدل دلالة صريحة على العصر الذي ظهروا فيه وتتفق إلى حد بعيد مع ما جاء في القرآن الكريم، وما ورد من روايات إسلامية في مختلف العصور، وأما ما كان يقوله بعض المفسرين، وأحد المؤرخين المسلمين الذين تابعوا رجال الكهنوت والمؤرخين المسيحيين من أنه الكهف الذي في "أفسوس" فهو غير صحيح لوجوه:
أولاً : أن المسجد الوارد في القرآن لا أثر له في"أفسوس" لا فوق الكهف ولا بجواره بينما هو موجود في كهف الأردن وهو السبع الدعائم التي عثر عليها الأستاذ ضبيان بمساعدة مصلحة الآثار بدولة الأردن .
ثانياً: على إثر الحفريات التي أجريت في كهف (أفسوس) ظهرت فيه مئات المدافن وهي مبنية من الطوب، أما الكهف الذي أكتشف قرب عمان فقد ظهرت فيه ثمانية مدافن الثامن منها صغير لعله مدفن الكلب وهي منقورة في الصخر وهي بيزنطية أستدل على كونها بيزنطية الزخرفة والنقوش التي عثر عليها .
ثالثاً : لا يوجد في كهف (أفسوس) أية نقوش أو كتابات تدل على أنه هو المقصود في حين أن جدران كهف الرجيم في مدينة عمان مليئة بالكتابات والنقوش والخطوط اليونانية والكوفية والثمودية .
رابعاً : تبين أن باب كهف (أفسوس) يقع في الشمال الشرقي فآية الشروق لا تنطبق عليه تماماً.
خامساً : لا توجد فجوة في كهف (أفسوس) في حين أنه عثر في كهف الرجيم على الفجوة المذكورة في القرآن الكريم "وهم في فجوة منه" أي في متسع من الكهف وهذا المتسع هو الآن في وسط هذا الكهف .
سادساً : أن تاريخ كنيسة (أفسوس) يرجع للقرن الأول الميلادي في حين أن المعبد أو المسجد الذي أقيم في الكهف على أثر استيقاظ أصحاب الكهف يرجع تاريخه إلى زمن الإمبراطور توجوش أي إلى القرن الخامس وهذا يتفق على وضع كهف الرقيم وقد عثر فيه على لحود لهذا الأمبراطور مع قطع من الفخار البيزنطي وممن زار هذا الكهف وأيد ما قاله العلامة محمد ضبيان من علماء هذا العصر أبو الأعلى المودودي العلامة الباكستاني المعروف في رحلة قام بها في البلدان العربية عند أن زار الأردن في يناير عام 1960م وكثيراً من المعالم الإسلامية في البلدان العربية وأخرج كتاباً عن هذه الرحلة التاريخية، وفيه فصل خاص عن كهف أصحاب الكهف ومن علماء باكستان المؤيدين لهذا القول الشيخ/ محمد شفيع مفتي باكستان السابق رحمه الله وهكذا رجح هذا الرأي من علماء الإسلام أبو الكلام أزاد الزعيم الهندي المشهور وذلك في تفسيره الذي ألفه باللغة الأردية وترجم من الأردية إلى اللغة الإنجليزية وهناك صحف ومجلات عربية وإسلامية اهتمت بنشر هذا الاكتشاف الهام المؤيد بالأدلة الدينية والتاريخية الدالة على إثبات ما كان يقوله المفسرون وبعض المؤرخين من أن كهف أصحاب الكهف في (أفسوس) بتركيا لا أصل له من الصحة وأن الكهف الذي في الأردن هو الذي يتناسب مع النص القرآني الوارد في سورة الكهف الحاكية لقصة أصحاب الكهف والدالة على أن باب الكهف إلى الجهة الجنوبية وأن فيه فجوة وأن الذين غلبوا على أمرهم قالوا لنتخذن عليهم مسجداً ومهما يكن من الأمر فهذه الأدلة التي ذكرها العلامة محمد تيسير ضبيان وغيره من علماء هذا العصر الذين رجحوا في مقالاتهم ومؤلفاتهم أن الكهف المذكور في القرآن ليس هو كهف (أفسوس) وإنما هو كهف الأردن الذي اكتشف أخيراً إنما هي عندي قرائن وأمارات ، أما أني أجزم بأن الكهف الذي ذكره الله في القرآن في سورة الكهف هو نفس الكهف الذي كان العثور عليه أخيراً في محل الرجيب على مسافة سبعة كيلومترات من مدينة عمان فإني لا أجزم به، ولا أحكم على هذا الكهف بأنه هو المذكور في القرآن ، ولا أستطيع أقول أن الكهف المذكور في القرآن أنه الكهف المذكور على جهة الجزم لأن تفسير كلام الله على جهة الجزم لا يكون إلا بآية أخرى أو بحديث نبوي صحيح أو حسن أو بكلام العرب الذي ينص عليه علماء اللغة المتخصصون والأحوط هو أن نطلع على ما قيل ثم نقول: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله ونفوض تفسير مالا نعلمه من كلام الله إلى الله تعالى فهو العالم بكل شيء وإليه مرجع كل شيئ .
2021-08-25 08:14:57
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63512

معنى إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان

فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى تفسير القرآن

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
55380

حكم قراءة كتب التفسير للحائض

فتاوى الطهارة / فتاوى الحيض والنفاس والجنابة فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى تفسير القرآن

علي بن محمد بارويس
68267

حكمة ابتداء آية السرقة بالسارق وآية الزنى بالزانية

فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى تفسير القرآن

أكرم بن مبارك عصبان
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
55011

المسح على الشراب

فتاوى الطهارة / فتاوى مسح الخف

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
54396

ما يشرع في يوم عرفة

فتاوى الحج والعمرة / فتاوى الوقوف بعرفة

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
54841

القصر لمن قد وصل بلدته أو مدينته

فتاوى الصلاة / فتاوى القصر والجمع

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
66420

هل العلماء مثل الشوكاني والصنعاني والعمراني رحمهم الله زيدية أم من أهل السنة؟

فتاوى العقيدة / فتاوى الأديان والفرق والمذاهب

أحمد بن حسن سودان المعلم
55874

الذبح عند البيت الجديد لحفظ أهل البيت من الجن

فتاوى شئون وعادات / فتاوى الذبائح والأضاحي والعقيقة والصيد

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
61809

هل على أهل جدة طواف وداع بعد الانتهاء من مناسك الحج؟

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
فتاوى من نفس الموضوع