0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى الحديث الشريف وعلومه/ الدعاء في الدين القريب
الدعاء في الدين القريب
السؤال :
شيخنا الفاضل حديث (لو أن لأحدكم دينا كجبل صبر فقال اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك إلا قضى الله عنه دينه) ما صحة هذا الحديث؟
الإجابة
هذا الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير(20/159) وفيه ثلاث علل:
الأولى: تفرد جعفر بن سليمان الرملي، وهو مقبول ولم يتابع.
الثانية: عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، تكلم فيه أيضاً، فهو ممن لا يحتمل تفرده.
الثالثة: عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، لا أدري من هو.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء، كما في إتحاف السادة المتقين (5/100)، والطبراني في مسند الشاميين (3/319)، وأبو نعيم في الحلية (5/204)
لكن تفرد به عطاء الخراساني، وهو صدوق يخطئ، وكثير التدليس والإرسال، ولم يدرك معاذ بن جبل.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الدعاء كما في إتحاف السادة المتقين (5/99)
وفيه علتان:
الأولى: الإعضال.
الثانية: عاصم بن عبيد الله ضعيف.
وأخرجه الطبراني كما في الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني: (1/336)، ومن طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (7/197)، وفي العدة للكرب والشدة (ص55)
وقد جوده المنذري في الترغيب والترهيب وتابعه السيوطي وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(10/186): رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
والصحيح أن هذا الإسناد فيه علل:
الأولى: جهالة علي بن إبراهيم بن العباس المصري شيخ الطبراني.
الثانية: الانقطاع فسعيد بن المسيب لم يدرك معاذ بن جبل.
الثانية: المخالفة فإن الرواية السابقة من طريق الربيع بن سليمان الجيزي عن أبي زرعة وهب الله بن راشد المؤذن ثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ…، الحديث.
وهنا خالف نصر بن مرزوق المصري فرواها عن أبي زرعة وهب الله بن راشد، ثنا يونس بن يزيد الأيلي، حدثني ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل به ولا شك أن رواية الربيع بين سليمان هي الأرجح.
الثالثة: أنه خبر معلول، فإنه مما تفرد به وهب الله بن راشد، أبو زرعة المؤذن المصري عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد، وخالفه غيره.
فرواه سليمان بن بلال (وهو ثقة روى له البخاري) كما عند الطبراني في الدعاء (2/1282)، والبيهقي في الدعوات (1/412)، وفي دلائل النبوة (6/171)
ورواه من طريق عبد الله بن عمر النمري (وهو صدوق) كما عند الحاكم (1/197)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/172)
ورواه أنس بن عياض (وهو ثقة روى له البخاري) كما عند البزار (1/130 و 185)
ورواه طلحة بن يحيى الأنصاري (صدوق يهم) كما عند أحمد بن علي المروزي في مسند أبي بكر (ص 78)
أربعتهم: سليمان بن بلال، وعبد الله بن عمر، وأنس بن عياض، وطلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس بن يزيد حدثني الحكم بن عبد الله الأيلي، عن القاسم بن محمد‘ عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل علي أبو بكر فقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاء علمنيه؟، قلت: ما هو؟، قال: كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه، قال: لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه، اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك». وهذا إسناد موضوع، آفته الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك
ورواية الجماعة مقدمة على رواية وهب الله بن راشد المصري، فإنه متكلم في حفظه، بل هو إلى الضعف أقرب.
أورده ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: بين ذلك. وقال أيضاً: قيل لأبي: وهب الله بن راشد أحب إليك أم وهب بن راشد الرقى، قال: وهب الله لا يقرن إلى ذلك، ووهب الله ابن راشد محله الصدق ولم يعرفه أبو زرعة الرازي
وغمزه سعيد بن أبي مريم الحافظ، ونهى ابن أخيه عن الكتابة عنه، وقال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضى وهب الله بن راشد. وسعيد بن أبي مريم والنسائي من أهل بلده، وأدرى بحاله.
قلت فمثله لا تحتمل منه هذه المخالفة.
ثم إنه جعل الحديث من رواية يونس بن يزيد عن الزهري، ثم لم يُرْوَ عن الزهري إلا من هذا الوجه، مع جلالة الزهري وكثرة أصحابه، فهذا بعيد جداً والله أعلم.
فالخلاصة: أن الحديث ضعيف
وورد هذا الحديث من حديث علي رضي الله عنه ولفظه: عن أبي وائل قال: «أتى عليا رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صِيرٍ دنانير لأداه الله عنك، قلت: بلى، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك».
تخريجه:
أخرجه الترمذي في سننه [5/526]، من طريق يحيى بن حسان.
وأخرجه الطبراني في الدعاء [2/1283]، و عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة [2/833]، وفيه [2/879]، وفي المسند [2/438]، ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة [2/117]، وفي العدة للكرب والشدة، ص (56)، من طريق عبد الله بن عمر مشكدانة.
وأخرجه البزار في مسند [2/185] من طريق يوسف بن موسى.
وأخرجه الحاكم في مستدركه [2/230]، ومن طريقه البيهقي في الدعوات الكبير [1/410]، من طريق يحيى بن يحيى.
أربعتهم: يحيى بن حسان، ومشكدانة، ويوسف بن موسى ويحيى بن يحيى، عن أبي معاوية الضرير عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وخرجه وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [1/532]
وحكم عليه بالضعف، محققوا المسند – طبعة الرسالة -، وغيرهم من المعاصرين.
ومنشأ الاختلاف، هو في تعيين عبد الرحمن بن إسحاق؛ فإنه جاء مهملاً في بعض الروايات، ومعيناً في روايات أخرى.
فجاء معيناً بأنه عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، الصدوق، في رواية عبد الله بن أحمد عن مشكدانة، وفي رواية الحاكم عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وفي بقية الروايات مهملاً، فحمله البعض على أنه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، أبو شيبة، وهو ضعيف، بل تكلم فيه بكلام شديد.
قلت والقول الثاني، وهو أنه الواسطي الضعيف هو الصواب، لاتفاق يحيى بن حسان، ويوسف بن موسى.
وأما رواية مشكدانة، فقد وقع فيها اختلاف، فرواه عبد الله بن أحمد عنه معيناً، وخالفه مطين، فرواه عنه مهملاً.
وأما مخالفة يحيى بن يحيى النيسابوري، فإن الحاكم يرويه من طريق شيخه ابراهيم بن أبي عصمة، قال الحاكم: ولم يكن الحديث من شأن ابراهيم.
ويدل على ذلك، أن الراوي عنه هو أبو معاوية الضرير، وليست لأبي معاوية رواية عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، بل لم ينص أحد فيما وقفت عليه أنه يروي عنه، بعكس روايته عن أبي شيبة الواسطي، فإن العلماء يحملون رواية أبي معاوية على أنها عن أبي شيبة الواسطي.
قال ابن سعد: (عبد الرحمن بن إسحاق، ويكنى أبا شيبة، وكان ضعيف الحديث، روى عن الشعبي، وهو الذي روى عنه أبو معاوية الضرير والكوفيون، وعبد الرحمن بن إسحاق المديني أثبت منه في الحديث، وهو الذي روى عنه إسماعيل بن عليه والبصريون)
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، فقال: هذا يقال له: أبو شيبة، وهو واسطي، كان يروى عنه ابن إدريس، وأبو معاوية، وابن فضل.
فعلى هذا يكون مدار الحديث، على عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، وهو ضيف، لم يتابع في روايته. وعليه فالحديث ضعيف، والله أعلم.
بل لا يصح أي حديث في جبل صبر وبارك الله فيكم. تنبيه: استفدت في تخريج هذين الحديثين من بحث للأخ الفاضل أحمد عبد الله السني في ملتقى أهل الحديث
2021-09-21 10:54:04
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
62618

قول من أخبر سبعة من الناس بهذا الدعاء فرج الله همه

فتاوى الحديث الشريف وعلومه / فتاوى الحديث الشريف-عام

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
55554

أدلة عذاب القبر

فتاوى الحديث الشريف وعلومه / فتاوى الحديث الشريف-عام فتاوى أركان الإيمان / فتاوى الإيمان باليوم الآخر

علي بن محمد بارويس
67137

الأخذ من إفتاء المحدثين إفتاء المحدثين

فتاوى الحديث الشريف وعلومه / فتاوى الحديث الشريف-عام

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
62269

هل يجوز قراءة آية واحدة فقط بعد الفاتحة

فتاوى الصلاة / فتاوى صفة الصلاة

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
61962

موت الأب وعليه نذر صيام

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
63487

حكم قراءة القرآن في الأماكن التي فيها صور

فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى علوم القرآن

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
64081

زعم الحي بأنه يسأل الميت

فتاوى السحر والجن والحسد / فتاوى أدعياء الغيب

أحمد بن حسن سودان المعلم
62235

هل يجوز للمرضع أن تفطر وكيف يكون القضاء

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
64595

منع الزوجة عن الحج

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع