0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العقيدة/ مخاطر التضليل الإعلامي
مخاطر التضليل الإعلامي
السؤال :
لا شك أن الإعلام هو قديم حديث مرسل إعلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والآن نلاحظ أن الإعلام مازال له تأثير بشكله الجديد فما تعليقكم؟ربما يا شيخ كان في ذاك الوقت الإعلام محصور نوعًا ما، لكن الآن مع تطور هذه القنوات والإعلام كل واحد يمتلك الآن في يده قناة فضائية يستطيع أن يبث من خلالها الإشاعات والتضليل ربما، وربما يستفيد من هذه التقنية ويبث منها الخير، لكن يا شيخ دعني هنا اسألك في ظل هذه القنوات الفضائية وهذا الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام ، ماذا ينبغي على المسلم؟ كيف يستخدمها؟ وهل يستخدمها مثلاً في المجال الذي هو، وخاصة لو قلنا مثلاً الآن الإعلام سلاح ذو حدين، هل يستخدم في مجال الخير في نشر الفضيلة مثلاً، أو يكون عكس ذلك؟ وخاصة نحن الآن في مرحلة حرب.وخاصة يا شيخ نحن أمام إعلام يعني من ناحية أخرى وهو إعلام ميليشيا الحوثي الانقلابية يعني هي تمتلك عشرات القنوات ربما، والمواقع الإلكترونية، وبالتالي تبث سمومها دعني يا شيخ أسمع منك موضوع التضليل الإعلامي لدى ميليشيات الحوثي الإجرامية، وكيف غررت بالشعب اليمني وبمتابعيها، وعتمت على كثير وصنعت انتصاراً وهميًا، ميليشيا الحوثي الإجرامية، الآن هناك نوع من التضليل الإعلامي، وهناك نوع من التعتيم من وجهة نظرك كيف ترى الإعلام الحوثي في ممارسته وتضليله للشعب اليمني لا شك أن الإعلام الهادف مطلوب، و أن الإعلام المضلل يدفعون ثمنه، وسيكون هناك الثمن هي الدماء.
الإجابة
حقيقه لا خلاف عليها أن الإعلام أداة خطير، بل أداة مؤثرة قد تؤدي إلى خير كثير، و قد تغرس في النفوس شراً عظيماً، فإذا استخدمت الاستخدام الصحيح و المبني على الهدف الناصع الواضح، و الذي يُراد منه غرس القيم و الخير و الصدق و التوجه الصحيح للمستهدفين لهذا الإعلام، فإنها ستكون أداة نافعة قيمة مثمرة بالخير لمن تستهدفه، وبالعكس إذا كان هذا الإعلام يبني على هدف خاطئ وسيء وعلى خلفيات سيئة يريد تغيير الحقائق، يريد غرس المفاهيم السيئة في نفوس الناس، فلا شك أنه سيتحول إلى سلاح قاتل، ومن هنا فإن الأمر لم يهمل في الإسلام قد أعطي هذا الأمر بشكل عام اهميته، وقد جاءت أصول وقواعد تأصيل القول وتوجيه الخطاب، وقواعد الانطلاق الإعلامي الذي يفيد وينفع ويوجه لما يرضي الله عز وجل، و يحقق المصالح العليا للناس، وفي المقابل، جاء التحذير، وجاء الزجر، وجاء في نفس الوقت بيان الاحتراز من هذا التضليل، فمثلاً عندما يقول الله تبارك وتعالى عن المنافقين الذين لحكمة عظيمة اقتضتها يعني حكمة الله عز وجل في أن يتخلف هؤلاء المنافقون فلا يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع الصحابة في غزوة تبوك قال الله عز وجل، { لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌۢ بِالظّٰلِمِينَ }
[ سورة التوبة : 47 ]، فلاحظ كيف بيّن سبحانه وتعالى الحكمة العظيمة التي من أجلها ألقى في نفوس هؤلاء المنافقين الكسل والخمول، والخوف، والجبن الذي يمنعهم من الخروج مع جيش المسلمين لماذا ألقى هذا كله؟ لماذا تخلّفوا؟ لأن في وجودهم في أوساط الجيش الإسلامي فيه مفاسد عظيمة ذلك أنهم سيقومون بنشر الإشاعات الكاذبة والمغرضة وتوهين العزائم والإرجاف بالجيش و تضخيم من قدرة العدو، والتهوين من قدرة الجيش الإسلامي فيقع في ذلك الخذلان والاخلال بتوازن الجيش والقاء الرعب والخوف في نفوسهم مما يؤدي إلى فشلهم، و إلى تقاعسهم، و إلى الهزيمة النفسية في نفوسهم، فمن هنا صدهم الله عز وجل أبعدهم عن الخروج حتى يبقى الجيش نقياً صافيًا محصناً بعيداً عن هذا التأثير السلبي الذي سوف يقوم به المنافقون لو خرجوا مع الجيش، وتصور إذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاصة هذه الأمة أكثرها إيمانًا وأعمقها إيماناً وأكثرها ثباتًا ويقيناً بما تحمل من الحق أن هؤلاء فيهم سمّاعون للكذب، و الدعاية و الإشاعة و للإرجاف الذي سوف يبثه المنافقون، فما بالك بالأمة و هي بينها و بين ذلك العهد هذه القرون، و بينها وبين ذلك العهد، وتلك الأحوال التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم حول شاسع وفرق كبير، ألا يمكن أن يؤثر الإعلام المعادي و إعلام المنافقين والمرجفين و الأعداء إذا نحن توجهنا إليه، وفتحنا آذاننا وأسماعنا وأبصارنا له، إن ذلك سيوهن قوانا يجعلنا نرتجف من الخوف، ونشك في أنفسنا، ونشك فيمن معنا ونتفرد فيما بيناً ونختلف في آرائنا كل ذلك سوف يحصل إذا لم يتدارك هذا الأمر؛ بحيث يحال بيننا وبين الإعلام الغازي الإعلام السيء الذي يفسد العملية و يشتت الأذهان ويوجد الإرجاع في النفوس الخوف والذعر والاختلاف والافتراق في وسط هذا المجتمع، وهذا الجيش، وهذه القوى المحاربة، لذلك
دعنا ننظر إلى موضوع من جهتين من جهة الالقاء، ومن جهة الاستقبال هذا الكلام الذي تقوله من جهة الالقاء أن يكون لنا إعلام نحاول أن يكون على أعلى و أرقى المستويات، و يكون مؤثرًا نافعًا، و أن نستغل الإمكانيات المتاحة في جعله مؤثرًا وفي لفت أنظار المشاهدين إليه؛ بحيث أنهم يشتاقون إلى رؤيته، و إلى سماعه و إلى تابعته، لأنهم يعلمون أن هنا الحقيقة واحدة، ولكن حينما تطرح من جهة تكون مشوقة ومؤثرة وداعية للمستهدفين وأن يتابع لاحقوها ويستمتعوا بمشاهدتها وسماعها، وهي نفسها الحقيقة تطرح في جانب آخر أو من جهة أخرى بأسلوب رديء وبوسائل منفرة غير مشوقة، وبالتالي تجد أن الناس يعرضون عنها، فلهذا على المُمسكين بزمام هذا السلاح أقول أنه لا يقل أهمية عن المدفع، والطائرة، والصاروخ الذي توجهت كل الاهتمامات لاقتنائه، وحسن استخدامه
كما ذكرنا الأسلحة الحربية أسلحة الحرب والإهلاك والتقتيل وغير ذلك، فإن هذا الإعلام بهذه المثابة و أعلى، و أكثر منها، لذلك يجب أن يُعطى أهمية كبيرة وبالغة من حيث أولاً أن يجد فيه المشاهد المتابع المستمع مصداقية، بحيث أنه لا يُقال اليوم كلام وغدًا ينقض هذا الكلام لأن هذا سوف يوجد الشك والريبة في نفوس المتابعين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (للحسد دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)، فإذا الناس تعودوا أن يسمعوا غير الحقيقة، و أنهم يهول لهم الأمر، ويضخم لهم وتحرم لهم الحقائق، فلن يثقوا في هذه الوسائل وسينصرفون عنها ويبحثون عن غيرها، بينما لا يشرعون إلا حقائق، و أنهم اليوم وغدًا وبعد سنة تلك الكلمات التي قيلت، تلك الأرقام التي أعطيت تلك الحقائق التي بلورت هي نفسها لا تتغير فهذه مسألة مهمة جداً يجب أن يتبناها القائمون على الإعلام الذين يريدون أن يحشدوا الشعب اليمني كله خلف الشرعية، وخلف الحق، وخلف الهوية اليمنية الناصعة الجلية وخلف القضية والمشروع الوطني الصحيح، وفي مقابل مشروع إيران وأذناب إيران، ومشروع الرفض، ومشروع العدوان، ومشروع التنقص، ومشروع الكهنوت الذي يريد أن يغرسه، ويريد أن يفرغه على هذه الأمة، وهذا الشعب أولئك الذين يحملون اليوم سلاح الإعلام، وسلاح الميدان الحربي، وكل الأسلحة يحملونها، هذا أول شيء مما يجب أن يتوفر في الإعلام الذي يُراد له أن يؤثر على الناس.
الأمر الثاني أن يستغلوا الجهود أن يستغلوا الإمكانيات للأسف أنا حقيقة أعبر عن نفسي أنا في كثير من الأحيان عن إعلام الشرعية، و أبحث إذا أردت أخبار عن مصادر أخرى، أتلقى منها الأخبار لماذا؟ لأن الأساليب غير مؤثرة، غير مشجعة، غير مُرَغبة، أيضاً ضعف المتابعة عموما كل صاحب مشروع لن يتمانع في تلميع مشروعه، وفي إظهاره على أنه هو أفضل ما يمكن أن يستقبله الناس، وفي إخفاء عيوبه وفي التدليس على المستمع ومحاولة التقرير به لمصلحة تنفيذ، وإنجاح هذا المشروع لا يلام الإنسان الذي يحمل مشروعاً يقتنع به ولو كان أبطل الباطل هو غير ملوم عندما يستخدم كل ما أتيح له وسائل إقناع الناس به من جهتهم هكذا هم، و طبعاً هذا ليس معناه أن ما يفعلونه حق لكن مشكلتهم أو مشكلتنا معهم أنهم زوروا الحقائق واستطاعوا أن يقنعوا بهذا التزوير، تزوير الحقائق باطل يعني بلِا أي شبهة، وبلا أي شك والتغرير بالناس، والكذب على الناس لا شك أنه من أبطل الباطل، لكن كونك أنت أو أنا أو هذا الإعلامي الذي يحمل هذا المشروع يجتهد ليأتي بأفضل الوسائل لإقناع الناس بما هو مقتنع به هذه وظيفته، فالواجب ليس أن نلوم ونصيح على الحوثي ونندد بالحوثي لماذا يكون له هذا الإعلان؟.
الواجب من ناحتين:
من الناحية الأولى: أن نُنبه المستمع اليمني بل والمسلم بشكل عام أن هذا يحمل التضليل، يحمل التزوير، يحمل قلب الحقائق، يحمل الكذب الصراح الذي يخرجه بمخرج الصدق الذي لا يُعلى عليه فعليه أن ينتبه، و عليه أن يحذر من الوقوع في هذا الفخ، ونحن بالنسبة لنا كمسلمين لنا سلفنا، لنا قواعدنا، لنا أسلوبنا ومنهجنا في تلقي الأخبار قد حذرنا الله عز وجل من سماع و قبول هذا الكذب وهذا التضليل وهذا التزوير { يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوٓا أَن تُصِيبُوا قَوْمًۢا بِجَهٰلَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلٰى مَا فَعَلْتُمْ نٰدِمِينَ }
[ سورة الحجرات : 6 ]تبينوا تثبتوا تأكدوا افرزوا هذا الكلام اعرضوه على يعني غربلوه، لا يصل إلى نفوسكم منه إلا الصحيح وما كان غير ذلك فتلفظه هذه الغرابين التي يمر بها، إذاً هذا واحد أن تصيبوا قوماً بجهالة وبالفعل نجد أن بعض المستمعين والمشاهدين المغرورين الذين يتابعون هذه القنوات، و وسائل التواصل، وهذه المواقع وغيرها نجد أنهم يصيبون قوماً بجهالة، فيجد أنهم يلتقطون ما يبث في هذه الوسائل المنمق، والذي يصنع بشكل له ديكور وله رواق، وله رائحة وطعم يعني لذيذ فيحملونه على أنه حقائق، ثم يحكمون على الآخرين بموجب ما يسمعون ويشاهدون من هذا التزوير، وهذه مصيبة كبيرة إذا كان على مستوى، إذا كان بيني وبينك، قد أظلمك حينما أسمع أحد يُسيء إليك أو ينقل عنك أخباراً كاذبة، فكيف إذا كان الذي ينقل أخبار تُسيء إلى الوطن كامل، تُسيء قبله إلى الدين تُسيء إلى الشعب اليمني كامل تُسيء إلى القيادة، و إلى شرعية البلد، ثم نتقبله فيجب الإعراض عن المشاهدين الإعراض عن هذه القنوات وعدم الاستماع إليها؛ فإنها مؤثرة وقد تغرس شرور في نفوس من يتابعونها، ولهذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحذرون من مجالسة الضلال، ودعاة البدع، ودعاة الانحراف يحذرون منهم، لأنه مهما كان الجليس يضر بجليسه، والصاحب بصاحبه، وكثرة تكرار الكذب إذا كذبت أول مرة سيبقى عندي أمل، أو عندي إمكانية لتصديقي في المرة الثانية، فإذا جاء في المرة الثالثة، جاء في المرة الرابعة رسخ في نفسي فعلى المستمع أن يتقي الله في نفسه، و أن يصد، ويعرض، ويبعد عن هذه لأنها سوف تشوش عليه، أقل شيء تشوش عليه، و أما إذا جئنا إلى أعلى الحقائق، وخاصة ثمنه غالياً جداً، وخاصة أن هناك في المقابل سترى كيف نعطي البديل النافع المقنع للمشاهد.
2021-11-09 07:13:01
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
67294

ترك الهوى

فتاوى العقيدة / فتاوى الأديان والفرق والمذاهب

علي بن محمد بارويس
66421

ابني عصاني وذهب يقاتل مع الحوثي حيث أغراه بالمال والسلاح، فماذا تنصحوني؟

فتاوى العقيدة / فتاوى الأديان والفرق والمذاهب

أحمد بن حسن سودان المعلم
66414

هل الحوثي زيدي؟

فتاوى العقيدة / فتاوى الأديان والفرق والمذاهب

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
62693

المفرط في صيام ماعليه من رمضان

فتاوى العبادات / فتاوى الصوم

أحمد بن حسن سودان المعلم
62720

حكم التزين بالحناء

فتاوى مجتمع وأسرة / فتاوى فقه المرأة

أحمد بن حسن سودان المعلم
65539

والدين لم يسمحا لولدهما بالاعتكاف

فتاوى الصوم / فتاوى الاعتكاف

أحمد بن حسن سودان المعلم
56397

طلب القاضي محمد بن علي الشوكاني القضاء

فتاوى كتاب القضاء / فتاوى القضاء

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
56356

حوالة من (أحمد بن علوان)

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
61255

إبراهيم بن رسول الله ﷺ وأمه مارية القبطية رضي الله عنها

فتاوى الصحابة وأهل البيت / فتاوى موقف السلف من أهل البيت

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
فتاوى من نفس الموضوع