0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ فتاوى الصوم/ اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال :
اعتكاف النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان وهديه في ذلك الاعتكاف وخلوته مع ربه كيف كان يستغل تلك الأيام الفاضلة مع ربه عز وجل هل كان اعتكافًا يعني معه برامج رمضانية علمية أو دعوية؟ وكيف كان اعتكاف محمد عليه الصلاة والسلام؟ |اليوم نتحدث عن هذا الموضوع ونحن في زمن الهاتف النقال في زمن وسائل التواصل الاجتماعي في زمن صور السلفي نتحدث عن اعتكاف النبي - صلى الله عليه وسلم- في زمن كثرت فيه الشواغل، ودخلت إلى البيوت، وإلى المساجد، وإلى كل حياتنا الخاصة، كيف اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام حتى يكون اعتكافنا مثل اعتكاف محمد - صلى الله عليه وسلم-| شيخ احمد زمن المغريات، زمن الملهيات، زمن يشغل الإنسان رغمًا عن أنفه يرفع هاتفهُ؛ لينظر إلى الساعة رُبما لا يترك الهاتف إلا بعد نصف ساعة دون أن ينظر حتى كم كانت الساعة كيف اعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم-؟|ــــــــــ |وهذا المعهود أنه -عليه الصلاة والسلام- في عباداته وميسرة.|ــــــــــ |رُبما بجوار البيت الحرام، والناس يدعون وتجد أن الصور تنزل من كل زاوية. |ــــــــــ |إذاً هذا هو هدى النبي – صلى الله عليه وسلم- في الاعتكاف أيضًا ملئ الوقت هنا..؟ |ــــــــــ |أيضًا يا شيخ النوم في المعتكف أحيانًا يتحول المعتكف إلى مكان للنوم شخص تجده ينام بعد صلاة الظهر ينام بعد العصر ينام صباحًا إلى آذان الظهر، وكأن برنامجه في الاعتكاف، حياته في الاعتكاف، مثل حياته خارجا لا يجعل في هذا الوقت استنفار لقراءة القرآن، استنفار للطاعة.|
الإجابة
كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- كان اعتكاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكمل، أو كان هديه -صلى الله عليه وسلم- في الاعتكاف أكمل هدى وأيسره؛ يعني أنه عمل على تحقيق الغاية القصوى من الأهداف أو أقصى ما يمكن من الأهداف التي جاء لأجلها، وفي نفس الوقت بدون تكلف، وبدون تشديد على نفسه، ولا على من حوله من الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم وهذا هو الهدى الدائم في كل عباداته -صلى الله عليه وسلم- كان من حيثُ الوقت اعتكف في بعض رمضانات العشر الأول، ثم العشر الأوسط، ثم العشر الأخير في بعضها اعتكف العشر الأخيرة فقط في بعضها، اعتكف أو أراد أن يعتكف، بل اعتكف، وبدأ الاعتكاف فنزلت زوجاته من بيوتهن، نزلت واحدة فرأتها الأخرى، فنزلت فرأتها الثالثة، فنزلت عائشة، وحفصة، وزينب؛ فخرج -صلى الله عليه وسلم- ورأى ما هذا؟ قالوا هذا بناء عائشة، هذا بناء حفصة، هذا بناء زينب، هذا بناء فلان، قال: البر أردنا، هل أردنا بهذا البر؟ أم هو تنافس، والغيرة، ثم قال: إنني خارج، فرفع بناءه، أو خيمته، ورجع، وترك الاعتكاف هذه السنة، ثم قضاها في شوال.
والخلاصة:-
أنه - صلى الله عليه وسلم- كان يقطع علاقاته بالخلق، وبالبيئة المشتملة على المشاغل، ويُجمع فكرهُ وحسهُ وهمهُ على ربهِ -سبحانه وتعالى- ؛ فيملأ وقتهُ بالذكر، وبالخلوة، والتلذذ بمناجاة الله - سبحانه وتعالى- وتلاوة القرآن، وغير ذلك مما كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يأتنا تفاصيل واضحة عمَا كان يفعله داخل المعتكف؛ لأنه لم يكن أصحابه يدخلون عليه لينقلوا لنا ماذا كان يفعل -عليه الصلاة والسلام- لكن نقلوا لنا مثلا أن زوجة من زوجاته صفية -رضي الله عنها- جاءت فحدثها وتحدث معها ثم أرادت أن تنصرف (يعني: تنصرف وترجع إلى بيتها) ، فقام وراءها وأخرجها إلى باب المسجد فهذه الأمور موجودة عندنا عناصر: والعنصر المهم هو الإخلاص ليس التظاهر لا يريد من أحد أن يراه معتكفًا ولا أن يراه، وهو يعمل الأعمال الصالحة فكما قلت: لن تأتينا تفاصيل في ما كان يعمله - صلى الله عليه وسلم- داخل خيمتهُ، وفي أثناء اعتكافه، وهذا يعطينا أمر مهم جدًا: وهو أن نبحث عن الإخلاص أن نعمل على أن لا نتظاهر بأعمالنا كلها، وفي خصوص الاعتكاف ألا نتظاهر بذلك ليس من المناسب أبدًا أن يأتي المعتكف فيصور نفسه ويقول: هذا هو معتكفي، هذا هو فراشي، هؤلاء هم جيراني، ها أنا أقرأ القرآن، ها أنا أردد الذكر، ها أنا أصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا تظاهر ورُبما انقلب إلى رياء، وانقلب إلى عمل لغير الله، وقد قال الله رب العالمين -سبحانه وتعالى- " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه علة من علل التكنولوجيا الحديثة التي بُلينا بها مع أن نفوسنا للأسف غير محصنة من هذه الاختراقات، وإلا فالإنسان الذي نفسه قوية ومحصنة لا يُبالي صور مصور، قام من قام، سجل من سجل، قعد من قعد، بيدهِ الوسيلة التي يوصل بها صورته إلى كل مكان، لكنه لا يرغب في ذلك إذا فقد كان هذا من هديه -صلى الله عليه وسلم- كما أن من هديه أن يمكث في معتكفه لا يغادره لا يخرج إلا لما لابد منه فقد أخبرت عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل معتكفه لا يخرج إلا لحاجة الإنسان والمقصود بحاجة الإنسان قضاء الحاجة المعروفة وما يلزمه يلحق به بعد ذلك ما لا بد للمسلم أو للمعتكف أن يفعله في هذا الوقت أكل لا يمكن إيصاله إليه إلى المعتكف فيتناوله سريعًا ثم يعود، اغتسال لابد منه فيذهب يغتسل سريعًا ثم يعود، الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يدخل رأسه إلى عائشة، وهي في حجرتها فتغسل له رأسه، أو تمشط له رأسه وترجله يعني تمشطه كان حريص على أن يجمع بين الأمور فيجمع بين حرمة هذا الاعتكاف وعدم اختراقه، وبين أن يحدد المصلحة التي يريدها ويحتاج إليها، أيضًا المعتكف ممكن مرض ابنه، ولا أحد ينقله إلى المستشفى، وأيضًا ثبت أن عائشة – رضى الله عنها- قالت: لم يكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- يخرج فيعود مريضًا، ولا يدفع جنازة، وهو معتكف لا يعود مريضًا، ولا يتبع جنازة وهو معتكف، وكما ثبت أنه إن كان هناك مريض فدخل لقضاء حاجته وهو مار من الباب "السلام عليكم" يدعو له يسأله عن حاله ويمشي ولا يقف ولا يجلس عنده هذا دليل وتنبيه لإخواننا المعتكفين الذين يريدون أن يفرحوا أنفسهم بأنهم أدوا هذا الاعتكاف، وفي نفس الوقت يحققوا شهواتهم، ورغباتهم، وقضاء حاجاتهم أثناء الاعتكاف،
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
طبعًا الانشغال عن الزوجات وعن ما يتعلق بهن كما قال -عز وجل- {وَلَا تُبٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عٰكِفُونَ فِى الْمَسٰجِدِ} [ سورة البقرة : من آية 187 ] فيشمل المباشرة التي هي بمعنى الجماع وما دون ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هي إشكالات في الحقيقة نراها كثيرًا من ذلك أن تملأ، أو يملئ وقت الاعتكاف بالبرامج، والدروس، والحلقات، والجلسات التربوية، وما أشبه ذلك ويقول فرصة لا نجد الشباب إلا في هذا الوقت، وهم في وقت نفوسهم مهيئة استفادة يركزون عليها في الجانب التربوي، أو الجانب التعليمي فهذا ليس من هدى الاعتكاف، وليس هذا هو الاعتكاف للأسف الشديد إننا أصبحنا نسمي الأمور بغير مسمياتها، فيكون الهدف هو الجانب التربوي، ويسمونه اعتكاف لا يصلح نجد أنه مثلًا بعض الناس دائمًا يقلبون الأمور إلى غيرها مثلًا الجمعة، الجمعة معروف أن المقصود به الحضور، والتذكير، فإذا بنا نحوله إلى جانب سياسي، وإعلامي، وخارج المسجد، وتجمعات، وأحيانًا سياسي، وأحيانًا عمرة سياسية، أو عمرة أخرى غير عمرة ليست تعبدية ، يجوز أن نترابط في المسجد، وأن نتعلم في المسجد وأن نربي الشباب في المسجد لكن لا نسميه اعتكافًا ، وافعل ما شئت هذا كله جائز، ومطلوب، والشباب بحاجة، لكن لا تقول للناس أنه اعتكاف قل لهم بأي اسم آخر غير اسم الاعتكاف، جئنا نقول للناس يا شباب، لا تشغلوا أنفسكم ولا يلزمكم أن تداوموا على هذه الدروس، والبرامج التي أعدت؛ لأنكم أنتم في وقت خلوة، ووقت مطلوب فيه أن تنقطعوا عن التعلم بالخلق، وتجعلون تعلقكم كله بالله، فكثير من الشباب يستغل ذلك، فيتمرد على البرامج، ويذهب ينام فلا حصل فائدة تربوية ولا حصل فائدة تعبدية، والواجب هو أن الإنسان ينفك من هذا، ومن هذا فلا يجعل كما قلت: وقت نوم، وقت انشغال، أو تلهي ليس تلهي بعض الناس أيضًا يريد أن يهرب من واجبات البيت في رمضان اذهب أحضر كذا من الدكان، واذهب إلى السوق، يرى أن هذا تثقيل عليه من أهله، وهو له في ذلك أجر، وهو يتعبد الله بطاعة والديه، يهرب من أهله، فيهرب إلى الاعتكاف، فلا تكتب له نية، ولا يحصل هذا ولا هذا، بل قد يكتب عليه وزر المخادعين والكاذبين على الله وعلى أنفسهم.
2021-11-16 10:35:46
فتاوى : فتاوى الاعتكاف   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
65550

وقت الاعتكاف

فتاوى الصوم / فتاوى الاعتكاف

أحمد بن حسن سودان المعلم
65539

والدين لم يسمحا لولدهما بالاعتكاف

فتاوى الصوم / فتاوى الاعتكاف

أحمد بن حسن سودان المعلم
65551

الاعتكاف ليوم واحد

فتاوى الصوم / فتاوى الاعتكاف

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
62726

تصوير وبيع الكتاب الالكتروني

فتاوى المعاملات المالية / فتاوى البيع

أحمد بن حسن سودان المعلم
64225

التكبير المقيد

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة العيدين

أحمد بن حسن سودان المعلم
62366

وضع موظف بديل لحفظ الوظيفة بغرض السفر

فتاوى المعاملات المالية / فتاوى المعاملات الحديثة

أحمد بن حسن سودان المعلم
63421

لا حد للصلاة على النبي

فتاوى العبادات / فتاوى الذكر

د. عقيل بن محمد زيد المقطري
61657

حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد اذا اجتمعا

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة العيدين

اﻟﺷﯾﺦ أﺑﻲ اﻟحسن مصطﻔﻰ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ
64947

الصلاة على النبي مع الخطيب

/ فتاوى منوعات

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع