0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ فتاوى الذكر/ آداب الدعاء وشروطه
آداب الدعاء وشروطه
السؤال :
ما هي آداب الدعاء و شروطه؟
الإجابة
إنَّ من النعم العظيمة التي امتن الله عز وجل بها علينا وعلى المسلمين أن أدركنا هذه العشر الفاضلة والتي تشتمل على ليلة القدر وهي خير من ألف شهر أي عبادة فيها، ولذلك ينبغي للمسلم أن يشمر في هذه الليالي العشر ويجتهد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فكان يحيي الليل كله ويوقظ أهله ويجد ويشد المئزر هكذا كان صلى الله عليه وسلم في هذه العشر، وذلك التماساً لليلة القدر ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في هذه العشر ولعل اليوم من المناسب حتى ترد علينا اسئلتكم واستفساراتكم نتحدث عن موضوع هام جداً هو بلا شك هام في شأن المسلم كله، لكن له خصيصة في هذه الليالي الفاضلة هذا الموضوع الذي ينبغي أن ننتبه إليه، و أن نذكر به أنفسنا، و أن نشتغل به دائما ولا نعجز عنه و هو الدعاء هذه العبادة التي احبها الله عز وجل وحث عباده عليها فقال جل وعلا "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عبادتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "
[ سورة غافر : 60 ] وقال جل وعلا "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "[ سورة البقرة : 186 ] وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبين منزلة الدعاء وقدره فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الدعاء هو العبادة، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وقال ربكم ادعوني استجب لكم، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً أفضل عبادة في الدعاء، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً :"ليس شيئا أكرم على الله الدعاء" وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً :"أنَّ ربكم تبارك وتعالى حي كريم يستحي من عبده أن يرفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خاليتين" و أيضاً مما يدل على أنَّ الدعاء من أيسر الأمور، ولكن ربما لا يفعله كثير من الناس قوله صلى الله عليه وسلم أعجز الناس من عجز عن الدعاء، و أبخل الناس من بخل بالسلام، ولذلك أيها الإخوة في هذه الحلقة نذكر أنفسنا ببعض آداب الدعاء وشرائطه، و الأحوال التي يكون الإنسان فيها يستجاب له أكثر فيها، و أيضاً إلى بعض ما يقع فيه بعض الداعين من الأخطاء، وهذا من باب الحث على هذه العبادة أولاً في هذه الليالي الفاضلة وفي سائر الأحوال فمن الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يتأدب بها في هذه العبادة التي شرعها الله عز وجل لعباده.
أولاً: الإخلاص لله تعالى فينبغي و إن كان هذا لا يختص بالدعاء بل بسائر الأعمال فإن عمل الإنسان متوقف على إخلاص القصد لله جل وعلا و أن يبتغي الإنسان بعباداته بصلاته بصداقته ببره بإحسانه بسائر أعماله يبتغي وجه الله جل و علا "وما أمروا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"[ سورة البينة : من آية 5 ] أيضاً من أدب الدعاء أن يبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك أيضاً يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دل على ذلك احاديث وهذا من أعظم أسباب الإجابة في الدعاء أيضاً من الآداب الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول أيضاً الجزم في الدعاء بمعنى لا يقول الإنسان كما اغفر لي إن شئت بل يجزم في دعائه و أن يستيقن الإجابة من الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة، أيضاً من آداب الدعاء حضور القلب في الدعاء يعني ينبغي للإنسان يكون حين يدعو الله جل وعلا حاضراً قلبه في الدعاء فإن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من قلب لاهي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني الإنسان إذا دعا يدعو وهو حاضر القلب. ومن الآداب التي ينبغي أن يتأدب ها الإنسان وهو عدم الدعاء على الأهل والمال والولد والنفس فإن هذا من الدعاء الذي لا يجوز، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه وعلى ولده وعلى ماله وهذا من المنهي عنه حتى لا يوافق ساعة اجابة فيستجاب له في دعائه، بذلك أيضاً من أدب الدعاء، الدعاء في الرخاء والشدة بعض الناس تجده إذا اصابته محنة أو بلية أو اصابه هم أو غم، أو مرض أكثر من الدعاء و ألخ.
و إذا اصابته نعمة أعرض عن الدعاء وهذه ليست صفة المؤمن، ومن أعظم أسباب عدم قبول الدعاء في حال الاضطرار هو ذلك، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن على أن يدعو في الرخاء والشدة فإن من ذكر الله في الرخاء ذكره في الشدة، فينبغي الإنسان يكثر من الدعاء في حال رخائه وفي حال شدته، أيضاً من أدب الدعاء خفض الصوت بالدعاء وهو فوق المخافتة ودون الجهر يعني له أن يسمع نفسه، لكن لا يبالغ في الجهر إلا إن كان هناك مصلحة من أن يسمع الناس دعاءه ومن أدب الدعاء الاعتراف بالذنب و الاستغفار أيضاً بالنعمة كما جاء والشكر عليها، كما جاء في سيد الاستغفار، فينبغي للإنسان أن يعترف ويقر بذنبه يعني فإن ذلك من أعظم أسباب الإجابة، أيضاً من أدب الدعاء تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنامها، و الأحوال و الأماكن التي هي سبب  في قبول دعائه، وسنعطي إن شاء الله لبعض منها، أيضاً من أدب الدعاء عدم تكلف السجع في الدعاء عدم تكلف السجع في الدعاء، وهنا المقصود بالسجع بمعنى أن بعض الناس أن يسجع في دعائه، فإن كان بلا كلفة أو بلا تكلف فلا بأس به أي جرى على لسانه، هو أيضاً من أدب الدعاء التضرع والخشوع والرهبة والرغبة؛ يعني ينبغي الإنسان إذا دعا يكون متخشعاً متضرعًا " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إنه لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" [ سورة الأعراف : 55 ] و أن تدعوه راغباً ورهبًا كما جاء في كتابه جل وعلا في وصفه عباد الله الصالحين، أيضاً من أسباب إجابة الدعاء كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء و رد المظالم مع التوبة، و أيضاً من آداب الدعاء، الدعاء ثلاثًا؛ فالنبي صلي الله عليه وسلم إذا دعا ثلاثًا، أيضاً من إجابة الدعاء استقبال القبلة، ليس المقصود بها أنه لا يستجاب دعوة الداعي، إذا ما كان موضع القبلة يدعو كل الأحوال، لكن هذا من أفضل يعني يدعو وهو مستقبل القبلة، أيضاً من أدب الدعاء رفع الأيدي في الدعاء، رفع الأيدي في الدعاء فإذا دعا الله عز وجل يدعو ببطون الأكف لا بظهورها ويرفع يديه، أيضاً من أدبه أن يكون متطهرًا أي على وضوء فهو إن تيسر له ذلك، و أيضاً من الأدب ألا يعتدي في الدعاء وسيأتي إن شاء الله تنبيه الى هذه المسائل ومنها أيضا أن يبدأ الداعي الدعاء لنفسه إن دعا لغيره، فإذا أراد أن يدعو لغيره يدعو أولاً لنفسه، أيضاً من أدب الدعاء أن يتوسل إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه أو بدعاء رجل صالح له يعني التوسل إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى والمناشر في ذلك مثل أن يقول "اللهم يا غفور أغفر لي يا رحيم ارحمني" وهكذا، أيضاً التقرب إلى الله عز وجل بكثرة النوافل بعد الفرائض من أعظم أسباب اجابة الدعاء، فإن الإنسان يعني كما جاء في الحديث حديث الولي المشهور "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى احبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولئن سألني لأعطينه" فالحديث يشير إلى أن الإنسان إذا كان مقبلاً على الله جل وعلا مؤديًا للواجبات كافة عن المحرمات متقرب إلى الله عز وجل مسارعًا بالنوافل أن ذلك من أعظم أسباب إجابة الدعاء، أيضاً من أعظم أسباب الدعاء أو إجابة الدعاء أن يكون المطعم، و المشرب، والملبس من حلال فإنَّ الإنسان إذا اطاب مطعمه ومأكله ومشربه، وحرص على الحلال الطيب كان هذا من أعظم أسباب الإجابة للدعاء، و أيضاً من أدب الدعاء ألا يدعو بأثم ولا قطيعة رحم، لا يدعو بمعصية، ولا يدعو بقطيعة رحم، و أيضاً من أدب الدعاء أن يدعو لإخوانه المسلمين، ويخص منهم الوالدين، والعلماء والصالحين ويخص من كان في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين يدعو للمستضعفين المظلومين وهكذا ويعتقد بعض الناس من أنه لا يدعو الله عز وجل إلا في كبير الأمور لا في الأمور الصغيرة، وهذا ليس صوابًا بل أنه الصواب أن يدعو الله عز وجل في سائر أموره حتى في الأمور الصغيرة، كما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها حتى في شراء نعله أن ييسره الله له أي فيما لبس نعله أن ييسر الله له ذلك، فينبغي للإنسان يدعو الله جل وعلا في كل حال وهنا ننبه إلى أن هناك أوقات أرجى للإجابة يعني هناك لا شك أن الله عز وجل، ينبغي للإنسان يعود لسانه في كل حال يدعو  الله جل وعلا في ليله ونهاره وفي صبحه ومساءه وغير ذلك ولا شك أن هناك أدعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم:" الإنسان كلما حر على الدعاء بالثابت في الكتاب والسُنة كان هذا من أعظم أسباب الإجابة"، ولكن هناك أوقات أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، و أنها من أعظم الأوقات أو أعظم الأحوال التي يستجيب الله عز وجل فيها دعاء الداعين من ذلك ليلة القدر؛ فليلة القدر ليلة عظيمة جليلة، وهذه الليلة من أعظم مواطن إجابة الدعاء، وهي من الغنائم العظيمة التي يعني إذا ظفر الإنسان بها فعليه أن يكثر من القيام والقراءة و الأعمال الصالحة مطلقاً، ومن أعظمها بلا شك دعاء الله جل وعلا، أيضاً من أوقات إجابة الدعاء جوف الليل، ووقت السحر؛ فجوف الليل هو من الأوقات التي مظنة الإجابة، ووقت السحر من أعظم أوقات الإجابة، و أيضاً من أوقات الإجابة دبر الصلوات المكتوبات، دبر الصلوات المكتوبات يعني أخرها سواء كان بعد الفراغ منها، وبعد الذكر أو دبرها أي في أخرها بعد التشهد، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و التعوذ من أن يتخير من الدعاء أعجبه، فإن هذا من مواطن أيضاً الإجابة، أيضاً من مواطن الإجابة بين الأذان و الإقامة، و كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه بين الأذانين لا ترد الدعوة، و أيضاً ساعة من كل ليلة ففي الليلة كل ليلة ساعة لا يوفقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه اياه.
2021-12-15 13:43:13
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
64078

فضل الصلاة والسلام على النبي

فتاوى الذكر / فتاوى الأذكار والدعاء

أحمد بن حسن سودان المعلم
61602

وجوب الصلاة على النبي 

فتاوى الذكر / فتاوى الأذكار والدعاء

اﻟﺷﯾﺦ أﺑﻲ اﻟحسن مصطﻔﻰ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ
63972

حكم المبالغة برفع الصوت في الدعاء

فتاوى الذكر / فتاوى الأذكار والدعاء

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
65641

من يستلم راتب الوالد المتوفي الابن أم الأم

فتاوى مجتمع وأسرة / فتاوى الميراث

علي بن محمد بارويس
64596

وكالة الشخص أحد يحج عن والديه المتوفيين

فتاوى العبادات / فتاوى الحج والعمرة

علي بن محمد بارويس
55317

حكم من توفي وعليه صيام بسبب كبر سنه

فتاوى الصوم / فتاوى قضاء الصوم والفدية الواجبة وموجب الكفارة فتاوى العبادات / فتاوى صوم-عام

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع